استشاري أمراض معدية، عضو الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع ( SSFCM )، عضو الجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي ( ISHIM )، عضو هيئة الإعجاز العلمي بالمنطقة الشرقية ( السعودية
]ملخص:
في هذا البحث ردٌّ على المعارضين لفكرة الإعجاز العلمي في القرآن والسُّنة، الذين يزعمون أن المسلمين ينتظرون كشوف الآخرين العلمية ثم يقولون هذا موجود عندنا، ففي هذا البحث نطرح مسألة جديدة من مسائل الإعجاز العلمي تنطلق من التشريعات الإلهية وليس من كشوف الآخرين.
كما نطرح في هذا البحث جملة من الفرضيات العلمية التي نأمل أن تكون نقطة انطلاق لبحوث علمية مستقبلية، وذلك من خلال ما لاحظناه من علاقة وثيقة بين تعدُّد الزوجات كما قررته الشريعة الإسلامية وبين نشأة الجنين، ولاسيما نشأة الخلايا الجنسية المسؤولة عن الحمل والإنجاب، فقد وجدنا أن الخلايا المنشئة للخلايا الجنسية عند الجنين تنقسم مرتين حتى تصبح نطفاً أو بيضات ناضجة، والملفت للنظر أن كل خلية منشئة في الجنين الأنثى تنتج ( بيضة واحدة ) قابلة للتخصيب بينما تنتج في الجنين الذكر ( 4 نطف ) قادرة على تلقيح أربع بيضات، وكأن كل خلية منشئة عند الذكر تنطوي على طاقة تعادل طاقة أربع خلايا منشئة عند الأنثى، وكأن قدرة الرجل على التلقيح والإنجاب ـ بالمقابل ـ تعادل قدرة أربع نساء، وفي هذا شاهد علمي على ما أقرته الشريعة الإسلامية من تعدد الزوجات، وتقييد الجمع بأربع زوجات. [/size]
ومن جهة أخرى، لاحظنا وجود علاقة ملفتة للنظر ما بين إنتاج ( 4 نطف ) من خلية منشئة واحدة عند الذكر، ووجود ( 4 زمر دموية ) في البشر، ما يوحي بأن هذه النطف الأربع ليس متماثلة في تكوينها، بل تشكل أربع فصائل مختلفة تقابل الزمر الدموية الأربع، ما يجعل نطف الرجل تتمتع بكافة الخيارات للتزاوج مع بيضة الزوجة مهما كانت زمرتها الدموية (؟)
إن هذه الموافقات ما بين نشأة الإنسان وبين التشريعات الإلهية تنطوي على إعجاز إلهي لا ريب فيه، كما أن هذه الموافقات تدل دلالة قاطعة على وحدانية الخالق عزَّ وجلَّ الذي خلق الإنسان ووضع له تلك التشريعات الحكيمة التي تتوافق مع نشأته الأولى وطبيعة تكوينه.
تمهيد:
لقد كان تعدد الزوجات ومازال عُرفاً شائعاً في كثير من المجتمعات البشرية، إلا أنه في العصر الحديث بات يتعرض للنقد الشديد والمعارضة، من قبل الجمعيات النسائية وهيئات حقوق الإنسان، بحجة أن تعدد الزوجات يمثل انتهاكاً لحقوق المرأة، ولا جدال بأن هذه المواقف المعارضة للتعدد تخالف مخالفة صريحة كافة الشرائع السماوية التي أباحت التعدد، كما أن هذه المواقف المعارضة تنطوي على جهل فاضح بواقع الحياة الزوجية التي كثيراً ما يكون فيها تعدد الزوجات أفضل بكثير من الحلول الأخرى للمشكلات التي قد تطرأ على حياة الأسرة، مثل عقم الزوجة، أو إصابتها بمرض يحول دون قيام علاقة جنسية سليمة بينها وبين زوجها، ففي هذه الأحوال وأشباهها جعل الإسلام للزوجين أحد خيارين: إما الطلاق ومعناه تفكك الأسرة وخراب البيت، وإما زواج الرجل امرأة أخرى مع الاحتفاظ بالأولى واستمرار عشرتها بالمعروف، ولو كان تعدد الزوجات غير مباح لكان الحلُّ الوحيد هو الطلاق، ومعناه أن تُرمى المرأة في المجتمع، فتصبح عالة على غيرها، ولا تجد من يرغب بها لما فيها من عقم أو مرض أو غيره من الأسباب التي دعت الزوج لطلاقها.
عدل سابقا من قبل ابو جزاء في مارس 27th 2009, 8:52 am عدل 1 مرات